وفي حديثه مع مراسل وكالة أنباء الحوزة، أشار إلى الدور القيادي والتوجيهي للحوزات العلمية، قائلاً: الحوزة العلمية هي حوزة لكل العصور، ويجب أن تكون قادرة على تلبية جميع الاحتياجات، بحيث تُصمَّم وتُخطَّط وتتحرك بطريقة لا تجعلها معزولة عن مظاهر الحضارة الحديثة.
وأضاف عضو الهيئة العلمية لمركز بحوث الثقافة والفكر الإسلامي، مستشهدًا بكلام قائد الثورة الإسلامية: يؤكد سماحة القائد على ضرورة أن تكون الحوزة العلمية متجهة نحو المستقبل، وأن تُحدِّث نظامها باستمرار، وأن تمتلك رؤية مستقبلية بحيث لا تقع تحت تأثير الفضاء الفكري الذي يفرضه الغرب.
وتابع الأستاذ في الحوزة والجامعة قائلًا: الذكاء الاصطناعي ليس مجرد تقنية جديدة، بل هو بوابة معرفية جديدة يجب أن نتصدرها. ومن الطبيعي أن يكون النظام الإسلامي والحوزة العلمية، اللذان يحملان طموحات حضارية، على قدر من الحساسية تجاه هذه المسألة. وإذا لم ندرك الذكاء الاصطناعي، فلن تقتصر تبعات ذلك على مظاهره، مثل محركات البحث وبعض روبوتات المحادثة، بل سيمتد إلى جوهره وحقيقته. وإذا لم نعتبر أنفسنا جزءًا من أركانه، فسوف يقود المجتمع بطريقة قد لا تتناسب مع القيم الإسلامية.
وأكد عضو الهيئة العلمية لمركز بحوث الثقافة والفكر الإسلامي أن الأدوات ليست محايدة عادة، بل تحمل بُعدًا معرفيًا، وهي تُنتَج استنادًا إلى هذا البعد. لذلك، يجب أن نخطط ونعمل بحيث لا ندخل فقط في إنتاج هذه الأدوات، بل نفهم طبيعتها أيضًا، ونتأكد من أنها لا تحمل بُعدًا معرفيًا إلحاديًا أو ماديًا، بل تتحرك بما يتوافق مع مصالحنا وأهدافنا.
ثم أوضح إيزدهِي أبعاد هذه القضية، قائلًا: يجب دراسة الذكاء الاصطناعي من جانبين: الأول هو البُعد المعرفي، حيث نبحث في دوره داخل مجالات الفلسفة وعلم الكلام والعلوم الإنسانية، ونسأل: هل هو محايد أم يحمل معاني ضمنية؟ هل يمكن فصله عن جذوره الغربية وخلق نموذج جديد؟ أما البُعد الثاني، الذي قد يكون أكثر أهمية، فهو البُعد الأداتي، حيث يجب علينا إنتاج أدوات تتناسب مع احتياجاتنا، حتى نتمكن على الأقل من مجاراة هذا التطور، بل والتقدم خطوة أخرى للأمام لقيادة المجتمع أو على الأقل تحييد الهيمنة الغربية في هذا المجال.
كما تطرق إلى بعض أنشطة مركز بحوث الثقافة والفكر الإسلامي في مجال الذكاء الاصطناعي، قائلاً: "لقد عقد المركز العديد من الجلسات في هذا المجال، وكان من أوائل المؤسسات العلمية التي اهتمت بهذه القضية خلال السنوات الثلاث الماضية، وركزت جهودها على الذكاء الاصطناعي والعلوم المعرفية في مختلف التخصصات، مثل الفلسفة وعلم الكلام والاقتصاد ونظرية المعرفة.
وفي ختام حديثه، قال عضو الهيئة العلمية لمركز بحوث الثقافة والفكر الإسلامي: عقدنا مؤخرًا عدة ندوات حول الذكاء الاصطناعي والعلوم المعرفية لاستكشاف طبيعته وفهمه بشكل أعمق، ونخطط لتنظيم سلسلة من الندوات العلمية في مايو 2025 لمتابعة هذا المجال عن كثب وتحديد موقعنا فيه بشكل أفضل. نهدف إلى تعزيز فهمنا للذكاء الاصطناعي، ومعرفة ما إذا كان بإمكاننا ترسيخ مكانتنا في العلوم الإنسانية كما فعلنا في مجالات أخرى. نأمل أن يتحقق هذا الهدف، ونحن نبذل جهودًا كبيرة لتحقيقه.
تعليقك